الأحد، 1 نوفمبر 2009

تشارلز سيميك - ثلاث قصائد

ثلاث قصائد لتشارلز سيميك


ترجمة: عبود الجابري

عيون مثبتة بالدبابيس

كيف يعمل الموت..؟
لا أحد يعلم
في اي يوم طويل سيحط رحاله
الزوجة الوحيدة دائماً
تكوي غسيل الموت
البنات الجميلات
يقمن بأعداد طاولة عشاء الموت
الجيران يلعبون الورق في الفناء الخلفي
أو يكتفون بالجلوس
على العتبات
يحتسون البيرة
وفي غضون ذلك
وفي جزءٍ غريب من المدينة
يبحث الموت عن أحدً
يسعل بشكلٍ رديءٍ
غير أن العنوان مضلّلٌ نوعاً ما
وحتى الموت لم يستطيع الإهتداء اليه
بين تلك الأبواب المقفلة جميعها
... وحيث يشرع المطر بالهطول
في ليلةٍ عاصفة...
هكذا
يموتُ بدون حتى جريدة تغطي رأسه
ودونما قطعة نقدية تمكنه بالأتصّال بمن يغيثه...
متثاقلا يتعرى على مهله...
ويوثق عاريا
الى جهة الموت في السرير...

ضـــد الشتـــاء
الحقيقة داكنة تحت جفنيك...!
فماذا ستفعل بشانها...
الطيور صامتةَُ
وما من أحد تسأُله...
ستمضي طيلة النهار محدّقا بالسماء الرمادية...
وحين تعولُ الريح
سترتجف مثل قشة
وسينمو لك صوف
مثل حملٍ ذليل
منتظرا أن يطاردوك بمجزاتهم الهائلة
الذباب يحوم حول فمٍ مفتوحٍ
وما يلبث أن يهوي
كما الأوراق...
تتبعها الأغصان العارية
بغير جدوى
الشتاءُ.. يحلّ.
مثل بطلٍ أسطوري في جيش مهزوم
بينما تظلّ في مكانك
كاشفا رأسك لنديف الثلج الأول
لحين وصول جارك
الذي يصرخ بك...
أنت أكثر جنوناً من الطقس .. يا شارلي
كتابٌ مليء بالصور
أبي الذي درس " اللاهوت " بالمراسلة
يستعدُ للإمتحان..
وأمي واجمة..
هادئاً جلستُ مع كتاب مليء بالصور
وحين هبط الليل
كانت يداي الباردتان
تلامسان وجوه الراحلين
ملوكا.. وملكات
.. ثمة معطف أسود
يتدلى من سقف غرف النوم العلوية..
ترى.. من وضعه هنالك..؟
الصلبان السريعة
التي خاطتها أمي بمجرزها الطويل
كانت سوداء
كتجاويف رأسي
الصفحات التي قلبتها..
أصدرت صوتاً كحفيف الأجنحة..
الروح طائر.. قالها ذات مرةٍ
في كتابي المليء بالصور
هدير معركة ..
رماح وسيوف تشتبك مثل غابة شتائيةً
بينما قلبي يتشظىّ وينزف
على أغصانها.
............
تشــارلــز سيميــك
- ولد تشارلز سيميك في التاسع من أيار 1938 في بلغراد – يوغسلافيا
- في عام 1953 غادر يوغسلافيا مع والدته ملتحقين بوالده في الولايات المتحدة الأمريكية.
- نشر اول اعماله في عام 1959، في عمر الحادية والعشرين ، انخرط بعدها في القوات المسلحة الأمريكية.
- له اكثر من ستين كتابا تتوزع بين الشعر والنثر والترجمة ، منها:
- ماقاله العشب
- عرسٌ في المخيم
- فندق الأرق
- العالم لا ينتهي
- نال العديد من الجوائز، آخرها اختياره مستشارا للأكاديمية الأمريكية للشعر، وحصوله على لقب امير شعراء امريكا .
- يعمل أستاذاً للغة الإنجليزية في جامعة نيو هامشاير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق