الأحد، 4 يناير 2009

لقاء مع الشاعر - جريدة الدستور

عبود الجابري : القصيدة صراع بين ذات مكبلة بالشعر وذوات تنزع نحو التحرر



الدستور - عمر ابوالهيجاء

الشاعر والمترجم العراقي عبود الجابري من الشعراء العراقيين الذين أسهموا في المشهد الشعري العراقي والعربي ، صدر له في الشعر: أراجيز الوحشة ، فهرس الأخطاء ، وله تحت الطبع: قمصان - مرايا شعرية ، وغيوم ورقية وله ترجمات متفرقة لنصوص أدبية عن الإنجليزية ، والشاعر الجابري يقيم في الأردن منذ العام 1993 ، في هذا الحوار نتعرف على جوانب عدة في تجربته الشعرية والغنائية.





ہ لكل شاعر نقطة احتراق أولى ، متى سحبتك القصيدة إلى احتراقاتها؟



- ليست هناك نقطة احتراق أولى ، وإنما هناك شرارة كامنة تحت رماد يتلظى ، شيء ما كنت اشعر به يأخذ بالقلب حتى أعالي الحنجرة ، منذ أدركت طوابير النساء اللواتي كنّ يخترعن الإيقاع لأحزانهن في مدينتي ، منذ كنت طفلا أرى ذلك التناغم اللامرئي بين فوضى الحزن الذي كان يخيم على البلاد ورتابة الدموع التي كانت تسيل ، وقتذاك عرفت أن كائنا ما يستطيع أن يقول ما لا يستطيع أن يفعل الآخرون ، فسجدت لكينونة الشعر والشعراء الشعراء.



ہ بعد مجموعتين شعريتين ، ماذا تعني لك القصيدة الآن؟



- حتى لو سألتني - بعد عشر مجاميع شعرية ماذا تعني لك القصيدة ؟ - فستجدني ابحث عن الجواب مستريبا ، حذرا أسأل نفسي هل أنا شاعر حقا ؟ وهل يستحق ما اكتبه كل هذا العناء؟ .. أن أكابد ألم القصيدة حين أتنازل عن الشعر لصالح الحياة ، وأن تلقي بك الحياة أرضا حين تغفل عنها لصالح الشعر ، هكذا تبدو القصيدة الآن : صراع بين ذات مكبلة بالشعر وذوات تنزع نحو التحرر من الحاضر إلى الغد بأقل قدر من ماء الوجه المراق .



ہ القصيدة العراقية معبأة بالمادة التاريخية والتراثية والأسطرة: إلى أي مدى أفدت في ذلك في شعرك؟



- التاريخ والتراث والأسطورة ، جميعها مكونات أساسية للطين العراقي ، وحديثا تكونت لدى العراقيين صور استثنائية خارقة لتاريخ مخضب بالحروب التي لا تنتهي والدم الأخضر النافر من بين أصابع أيديهم التي تتصافح ، وصارت لهم أيضا أساطير معاصرة ، أكثر ميتافيزيقية من الأساطير التي توارثوها عن أجدادهم ، وأنا حبة تراب من طين العراق ، والقصيدة عندي دائما تحمل إحالاتها إلى ذلك الطين ، لدرجة أني حين أحاول كتابة نص ذاتي أجد دون وعي مني أن تلك الذات قد انحرفت صوب ما تشظى داخلها من شخوص التراث وتجلى ذلك في المرايا الشعرية التي أسميتها - قمصان - حيث حضرت فيها المدن وظلال الطغاة وصور أولى العظمة في التاريخ .



ہ كيف تنظر إلى القصيدة العراقية في ظل الاحتلال ؟



- لقد كرس الاحتلال لدى العراقيين انشغالا يوميا بالموت وتفاصيله اللامعقولة ، فصارت القصيدة تتغنى بما هو مفقود من جزئيات الحياة ، وذلك في اعتقادي أمر خطير ، رغم أنه يؤدي إلى إنجاب نصوص لها تأثير فني مغاير في تاريخ الشعر العراقي ، فصار للقصيدة العراقية عدة مشاهد : مشهد المختنق الذي يحاول أن يغني ، ومشهد المتنفس الذي يغني على (ليلى) غريبة لا تشبه العراق ومشهد آخر يمثله من حملوا تأريخهم ومضوا يحاولون تجميل السواد الذي اعترى صفحاتهم حين كانوا يمسكون بتلابيب الثقافة في العراق .
Date : 24-12-2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق