الاثنين، 5 يناير 2009

فهرس الأخطاء للشاعر عبود الجابري- د. لؤي حمزه عباس

"فهرس الأخطاء"
للشاعر العراقي عبود الجابري
_________________________________________
د. لؤي حمزة عباس
للشاعر العراقي عبود الجابري صدر عن "دار أزمنة"/عمّان، ديوانه الشعري الأول بعنوان (فهرس الأخطاء) محتوياً خمسة وعشرين نصاً شعرياً سعى الشاعر من خلالها لإضاءة تجربة تجاوزت العقدين في مواجهة النص الشعري والاحتفاء به وهو يمضي، في حركة سريّة، من الخاص إلى العام، ومن الذاتي المنشغل بتفاصيل الحلم إلى الموضوعي في مراقبته الحرّة لوقائع الحياة وقد شكّلت مادةً أثيرة للانتقال بالنص الشعري إلى مساحات جديدة.
لم تكن الصورة في ديوان عبود الجابري "تماماً كما حدث"، ولم تراقب في تشكّلها البنيوي " بلاداً تضيق بأهلها"، لتجترح من الإنسان، المثقل والحزين "عابر وطن"، لكنها استعانت بمراجع عدة لمقاربة التجربة الإنسانية في خصوصيتها الغنيّة ومعاينة بعض من تفاصيلها، ابتداءً من السيرة الموحى بها لـ " الظليّل" وهو يقود التجربة إلى جبال مقترحة لمواجهة عملية إنتاج النص الشعري، وصولاً إلى "فهرس الأخطاء" نص العنوان باحتمالاته التي يتوزع الشاعر فيها، في نداء حميم، على الضواري العليلة:
.... اقتربي أيتها اللبؤات العليلة
لك في لحمي
فراسة المخالب
وشغف الأنياب المسنونة
اقتربي ....أيتها الضباع الحزينة.
مثلما يقترح النص تفاصيل التجربة اليومية مجالاً موضوعياً لإضاءة الفعل الشعري عبر لغة تشتق من فهرس التجربة نفسها خيار بلاغتها وتؤمّن فاعلية علاقاتها، حيث يكون النص بياناً للعلاقات الجديدة وفضاءً متسعاً للحظات شعورها البارقة، وهو يعيد، على نحو ما، تسمية الأشياء بما يُضيء مفارقة وجودها في الحلم والحياة:
حبل:
يحمل رسائل البئر إلى السنبلة
ويحتفي بالغسيل الطازج..
والرقاب الطريّة..
الأمر الذي يدعو الديوان لإغناء مساحته النصيّة بالسوانح، والاستدراكات، والإحالات، والاحتمالات بوصفها فضاءات مضافة قبل أن تكون مناورات تقنية تعزز من قابلية الحوار التي يديرها النص الشعري وهو يستجلي تجربة وطن مثقل بأعباء أزمنته.
إن ( فهرس الأخطاء) عمل شعري ينحت قدرته على لإصغاء للخفي، وغير المعلن، من الأصوات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق